غضــــــــــب عارمـــــــــ
على شاطىء البحر جلست أستمتع بمنظر الأمواج المتلاطمة فى الصخور
موجة جميلة كانت تهوج وتموج أمامى بقوة وبغضبٍ عارم جداً
موجٌ يحطّم صخر السكونْ
ويبقى التراب
دويٌّ يقطع حلم العيونْ
أغمضت عينى وأحسست أنى أتحدث مع هذه الموجة الصغيرة
قلت سلام الله عليكِ يا موجتى الجميلة
قالت وعليكِ السلام
قلت لماذا أنتِ هائجة يا عزيزتى الجميلة
قالت حتى الأمس كنت هادئة أموج بهدوء رقيق
وكان النسيم حولى نسيماً عطراً نظيفاً
كانت مياهى صافية عذبة لا تلوثها شائبة
واليوم انظرى لى انظرى لمائى الملوث ببقايا المخلفات الآدمية
استنشقى نسيمى الذى أصبح معبق بالروائح الكريهة من دخان السيارات وغيرها مما يعبق به الآدميين
من دخان وغيره لقد لوثوا مائى ولوثوا هوائى ببقايا أطعمتهم
التى يتركوها ورائهم
على شاطئى الجميل أقصد الذى كان جميل
حتى الطير الذى كان يؤنس وحدتى صار قليلاً ما يزورنى لأنه لا يرى نسيماً عليلاً يتأرجح فيه
شعرت بحزن هذه الموجة الصغيرة الجميلة
شعرت وكأنها تبكى وتشتكى لى هماً كبيراً
فهى حزينة نعم حزينة على ما أصبحت عليه الآن
كانت تشتكى وكلما زادت شكواها زاد غضبها وتلاطمها وحزنها على شاطئها الجميل
شعرتُ وكأن هناك حواراً جميلاً لن ينتهى بينى وبينها
ولكن فجأة رشقتنى ببعضٍ من مائها الرقيق جعلتنى أستيقظ
من حلم كنت أود ألا ينتهى
ولكنه انتهى على قناعة بسيطة بأن البحر يشعر مثلنا مثله
ويشتكى مثلنا مثله ويحزن مثلنا مثله
لماذا لا نحافظ على البحر وشواطئه الجميلة
فالحفاظ عليه حفاظاً على صحتنا ونظافتنا ومظهرنا
لا تجعلوا شواطىء البحر حزينة صالحوها مع نسيمها الرقيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق