~ أعمالاً لا أقوالاً ~

سأتكلم اليوم عن شىء لم أتكلم عنه أبداً من قبل ولم أتطرق حتى للحديث عنه ولا الاهتمام به

ألا وهو السياسة

الكثير يهتم بالسياسة ويحب الخوض فيها والتعرف إلى ما يدور وراء كواليسها

والبعض الآخر لا يهتم بها ولا يتطرق للحديث فيهاولا يحبها أصلاً


وبعيداً عن أى حزب ولا التحيز لأى حزب

مجرد موضوع إخترته وأردت الحديث فيه

وأتمنى أن يكون رسالة لكل محب لهذا الوطن الحبيب


بالأمس البعيد كنا نعيش هنا فى هذا البلد الجميل كلنا أخوة وأخوات لا يكدر صفونا إلا ظلم وتجبر الصهاينة

وفرقٌ كبير بين ظلم الصهاينة وظلم الأخ لأخيه

بالأمس كان الأخ يتكدر لكدر أخوه

والأخت تحزن لحزن أختها ومازالوا ولكن هناك مايكدر صفوهم ويشوب المحبة بينهم

ألا وهى التفرقة الحاصلة بين الأخوة فى حماس وفتح

وإلى متى لا أحد يعلم

كل يوم نستمع لأقوال وأقوال ولا نعرف إلى أين تأخذنا تلك الأقوال

كل مواطن يريد أن يعيش فى أمان وأمن لا يكدر صفوه شىء


يريد أن تعود الحياة كما كانت من قبل الكل يد واحدة متضامنين متآخين بدون تحزب بدون مشاكل

هناك سؤال يهم الكثيرين والإجابة عليه غامضة جداً

من السبب فى هذه التفرقة وما الذى أدى لها ومن المستفيد من ورائها؟؟

وإلى متى ستدوم ؟؟
هل ستنتهى فى القريب كما نسمع أم هى مجرد أقوال فقط لتنويم الشعب ؟؟


منذ أن بدأت التفرقة بين الأخوة فى فتح وحماس والناس انقسمت لقسمين قسم حمساوى وقسم فتحاوى

حتى فى البيت الواحد ترى الأخ حمساوى والأخ الآخر فتحاوى
وممكن أن تكون الأم منحازة لحماس والعكس والأب كذلك

وطبعاً من يلبس الأخضر ويربى لحية ممكن ومن المحتمل الكبير أن يكون حمساوى
ولو أنه يلبس الأصفر وليس ملتحى ممكن يكون فتحاوى كلها مجرد تفاهات تزيد من الفرقة بينهم
وتوسع من المساحة الموجودة أتمنى أن تتنهى ونرجع كما كنا


هناك قصة سمعتها من أخت قالت أنها ذهبت لبيت عزاء وهناك سألت أين أم المتوفى

فقالت لها إحدى السيدات هنا يجلسن الحمساويات وهناك الفتحاويات سبحان الله تقول والله استغربت
وجلست لبعض الوقت وخرجت وأنا مذهولة

قصص كثيرة غريبة وبنفس الوقت هى تافهة بالنسبة لمن يمتلك العقل الكبير

فهناك من يريد أن يتزوج يعنى لو كان فتحاوى لن يتزوج من حمساوية والعكس

أو ممكن لو هو وافق أمه ترفض وكل هذا سببه ما يحصل بين الأخوة

المواطن الفلسطينى يريد عمل وليس قول إلى متى الأقوال التى لا تفيد كلنا نريد أعمالاً وليس أقوالاً


Deeds not words

أعمالاً لا أقوالاً

فالأعمال أعلى صوتاً من الأقوال

Actions speak louder than words


نحن هنا لا ننكر ما فعله الأخوة فى كلا الحزبين للبلد وأهله
من أعمال حسنة ولمصلحة البلد والمواطنين
ومازالوا يفعلوا حتى اليوم كل ما يفيد الوطن ويقوى هيبته وعزيمته
ولكننا نريدهم متحدين يداً واحدة لا يشمتوا فينا عدو ولا ظالم
فهذه التفرقة من أحب الأشياء لقلب الصهاينة فهم متمتعين برؤيتهم متفرقين
ودائماً على خلاف واضح وكلما اتفقوا ظهر شىء ما يعكر هذا الاتفاق
ويرجعوا بنا إلى بداية السلم
الشعب الفلسطينى يريدهم أن يصعدوا لآخر درجة فى السلم ويتفقوا
ويكونوا يداً واحدة بدون مناوشات ولا اختلافات فى الرأى
يريدهم متضامنين متعاونين حتى يقدروا على تحقيق أهم شىء ألا وهو
تحرير القدس






لقد أمَرَنا ربُّنا - جلَّ جلاله - بالاجتِماع والاعتِصام بحبلِه جميعًا، ونهانا عن التفرُّق؛ فقال - سبحانه -:
﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا
وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً
فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾
[آل عمران: 103].




وحذَّرَنا من التفرُّق في مَواضِعَ عِدَّة من القُرآن؛ فقال - تبارك وتعالى -:
﴿ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ ﴾
[آل عمران: 105 - 106].


أبعد هذه الآيات الكريمة وتحذير رب العباد
من التفرقة وما زلنا نفترق ولا نتحد ونحن
نعيش فى بيتٍ واحد

لماذا؟؟

وإلى مت؟؟

فليجيبنا أحد




هذه رسالتى إلى كل روح طيبة محبة للوطن محبة للتعاون والترابط ولا تريد التفرقة

أتمنى من الله أن تصل للقلوب قبل العيون

ودى لكم جميعاً

الشلال المتدفق