©§¤°^°¤§©¤ الهـــم قتــــل الهـــرة¤©§¤°^°¤§©

©§¤°^°¤§©¤ الهـــم قتــــل الهـــرة¤©§¤°^°¤§©

---

الهموم والغموم من طبيعة الدنيا
همومٌ كثيرة تصيبنا وغمومٌ تسيطر علينا وعلى أعصابنا
فنعانى ونقاسى من الظروف المختلفة التى تواجهنا فى حياتنا .

حزن على الماضى ومامضى .. هم على المستقبل وما يُستقبل
غموم على الحال وفى الحال

كلٌ منا يتفاوت فى همه بتفاوت بواعثنا وأحوالنا وما يحمله كل واحد منا
من مسؤوليات الهموم كثيرة منها العظيمة ويكون بسبب الذنوب العظيمة
ومنها ما يكون بسبب ظلم الآخرين كالظلم الواقع من الأقرباء
ومنها الحاصلة بسبب مصائب الدنيا كالأمراض المزمنة والخطيرة وعقوق الوالدين وتسلط الزوجة واعوجاج الزوج .
هموم بسبب تهم باطلة .
هموم الدين .
كثيرةٌ هى الهموم داءٌ خطير يسيطر على العقل والقلب والنفس والأعصاب
إن الهم مزعج فى كل الأوقات والأزمان
الهم ينقبض له القلب ويعبس له الوجه
وتنطفىء منه الروح وتتلاشى معه الآمال
ففى المثل يقال …

Care killed the cat
الهم قتل الهرة

يقال أن الهم استبد بهذه الهرة فقضت نحبها على الرغم من الإعتقاد بأن الهرة تتمتع بمناعة تجعلها فى نجوةٍ من الموت أو تكاد كما يقال أن للهرة تسع أرواح

“Acat has nine lives”

ولو نظرنا إلى هذا المثل بتمعن “الهم قتل الهرة“
سنرى فيه الكثير من العجب ومن البلاغة فكما ذُكر بقول العرب

“ثلثا الهرم هم“

ومحصله أن الهموم تهرم المرء أكثر مما تهرمه السن ومن وجوه
البلاغة العجيبة فى هذا القول المأثور أن لفظة “هرم“
المألفة من ثلاثة أحرف تشتمل على حرفى الهاء والميم اللذين يؤلفان لفظة
“ هم“ وبذلك يكون ثلثا الهرم حتى من حيث عدد الحروف “هماً“
لما ندمر أنفسنا بالهموم والغموم هموم تهرم النفس والقلب
لم التشبث بها هموم مدمرة وقاتلة للروح فلندمره قبل أن يدمرنا
ويضعفنا ويورثنا الإحباط
ويدعونا إلى سوء الظن ويوقعنا فى حفرات التشاؤم والقلق
ويسبب لنا الأمراض النفسية والوسوسة .
فلا يوصلنا إلا إلى طريق الفراغ والعطالة
فقد قال عليُ بن جبلة

عسى فرجٌ يكون عسى ……. نعلل نفسنا بعسى
فلا تقنط وإن لاقيت ……. هماً يقبض النفَسا
فأقربُ ما يكون المرءُ …..من فرجٍ إذا يئسا

فلنبعد الهم ونقتله فنحن من رواد التوحيد نحن أهل القبلة نحن
من نملك حب الله وحب رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام
نحن نحمل كتاب الله ونقدر على الذكر والدعاء والصلاة والصدقة
وفعل الخير فاجعل الدنيا تصفوا لك بالخير كما قال الشاعر ::

متى تصفو لك الدنيا بخير …. إذا لم ترض منها بالمزاج
ألم تر جوهر الدنيا المصفى …. ومخرجه من البحر الأُجاج
ورُب مخيفةٍ فجأت بهولٍ …. جرت بمسرةٍ لك وابتهاج
ورُب سلامةٍ بعد امتناع …. ورُب إقامةٍ بعد اعوجاج

إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضى فله الرضا ومن سخط
فله السخط اتركوا الهم ولا تدعوه يقتلكم اعتقدوا دوماً
بأنه ابتلاء من الله
هناك أمور مظلمة تورد على القلب سحائب متراكمات مظلمة
فإذا فر هذا القلب إلى ربه وأسلم أمره إليه وألقى بنفسه
بين يديه من غير شركة أحد من الخلق كشف الله همه وغمه ووقاه من الحزن

وكما قال الشاعر::

وما نبالى إذا أرواحنا سلمت … بما فقدناه من مالٍ ومن نشب
فالمالُ مكتسب والعز مرتجع … إذا النفوس وقاها الله من عطب

وأيضاً قول الشاعر ::

لعمرك ما المكروه من حيث نتقى … وتخشى ولا المحبوب من حيثُ تطمع
وأكثر خوف الناس ليس بكائن … فما درك الهم الذى ليس ينفع
هيا بنا نقصد الله الكريم الغفور الغنى الحى القيوم
هيا بنا ننطرح على عتبة ربوبيته
هيا بنا نلجأ إليه لنسأله ونلح عليه فى السؤال
فهو من سيشفينا من الهموم والغموم وهو من سيرحمنا من الحزن
والقلق والغم وكل ما يسببه الهم فليس لنا غيره
واعلم بأنه سيبقى إلى جانبك …
فهذا عهدك به …وعهده بك
فماذا وجد من فقد الله ..
وماذا فقد من وجد الله …..
علمت أن الدنيا دار فناء فلماذا تجعلها تتجبر عليك
وهي أحقر ما رأيت إن كنت تعلم أنك سترحل منها
فلماذا لاتجعلها ذكرى جميلة لك تتسلى بها
ولاتجعلها طعنة كبيرة تتألم منها