رداء الحزن::

---

عندما كنت فراشة أردت أن أطير وألعب أردت أن أستنشق
نسيم الهواء العليل

أردت أن أقف على الأزهار الجميلة
تمنيت ألا يعوقنى شىء عن اللعب ولكن هيهات ..

فجأة وبدون سابق إنذار سمعت أنين فتاةٍ جميلة ترتسم على وجهها كل معانى الشفافية
رأيتها إنسانة واضحة تحب وتعطى وتوفى ولا تعرف للأسى والحقد طريق

رأيتها تلبس رداء الحزن وتصرخ ولكن بصمت
رأيتها تنزف جراحاً ممن ظلمها تنزف بصمتٍ شديدٍ

أردت معرفة حقيقة من ظلمها وكيف ظلمها
وقفت على يديها
رأيت فى عينيها تلك التى قتلت إبتسامتها
رأيتها متبلدة إنسحبت منها كل مشاعر الإنسانية
رأيتها تزرع ظلماً ترعرعت جذوره وافترشت أغصانه قلب الفتاة المسكينة

علمتها طريقة حياته أسلوبها فى الحياة كلامها حروفها
ملامحها الكئيبة دموعها ووقت نزولها

زرعت داخلها هماً كبيراً وخلقت عندها وهماً منذ أعوامها الأولى
جعلت الوهم توأماً لها والهم صديقاً ملازماً لشخصيتها
صاحبتها مع الدموع وأوهمتها بأنها من غيرها لن تكون
قتلت فرحتها منذ الصغر ودفنت ضحكتها منذ نعومة أظافرها
جعلتها تبكى وتبكى وتبكى
تبكى على قلبها التى أماتته الهموم
على عينها التى حرقتها الدموع
على صفحاتها البيضاء التى سودتها الأيام
على الأيام التى ذهبت أدراج الرياح
على الليالى الآتية بالمجهول
بكت وبكت وبكت بكت على كل شىء
ولكنها لم تبكى على تلك الظالمة التى دمرتها
قالت لن أشتاق لؤيتها ولو مرت سنين وسنين
لن أشتاق لؤيتها برغم البعد الطويل
لن أحن لمعاملتها لأنها لم تعطينى إلا كل ما هو مرير
لن أود سمع صوتها لأنها لم تسمعنى إلا كل ما هو بغيض
لن أجعل الدموع تشفع لها ولن أسامحها لأنها داست على كل ما هو جميل

لقد خنقتها العبرات ولكنها مصرة على عدم الرضوخ
تقول لقد ظلمتنى وطعنتنى بخنجر مسموم سممت به كل آمالى
وكل حلم حلمته لنفسى وكل ما هو آتٍ

همسة

خاطرة خطرت ببالى عن الظلم ظلم الإنسان للإنسان
الأخ لأخوه الصديقة لصديقتها الأخت لأختها

لا تظلم الناس إذا ما كنت مقتدراً
فالظلم وحده يقضى إلى الندم
تنم عيناك والمظلوم لم يزل
يدعو عليك وعين الله لم تنم الشلال المتدفق