الكأس والورق قصة خيالية

الكأس والورق قصة خيالية

---

بعد سهرةٍ طويلةٍ مع الكأس والورق والوجوه البشعة
أراد الذهاب لبيته

مشى وكان الطريق مظلم ظلامٌ دامس لم يصادفه
من قبل لا يكاد يرى طرف أصبعه من كثرة الظلام

إنتابه شىٌ من الخوف والفزع بدأ يسرع فى مشيته
عله يصل إلى بيته ولكن كان هناك شىٌ يطيل الطريق
أمامه ولا يمكنه من الوصول بدأ الخوف يسيطر عليه
نظر حوله فى كل مكان لم يرى شيئاً أمامه سمع أصواتاً
غريبة بدأ يتصبب عرقاً يا ويلتاه ماذا أفعل فى هذه
الظلمةِ الشديدة أريد الوصول إلى بيتى بدأ يكلم نفسه
من كثرة الخوف وفجأة ظهر له وحشٌ كبير جداً نظر
إليه وتسمر من الخوف حاول الهروب ولكن هيهات
إلى أين تهرب منى فأنا قدرك لقد إبتلعه الوحش فوجد
نفسه يمشى فى غاباتٍ كبيرة مليئة بالأشجار العاتية

ولكنها موحشة وشكل أشجارها مخيف جداً مشى
ومشى حتى أرهقه التعب وأضناه السير
كان يشعر بأنه يمشى فى غابات ليس لها أولاً من
آخر كان يرى وحوشاً غريبة الشكل لم ير مثلها من قبل
ووجوهاً بشعة ليس لبشاعتها وصفٌ يوصف أراد الهروب بحث عن مخرج ولكن هيهات له

أن يجد طريق النجاة من هذا الوحش بسهولة نظر
حوله عله يجد شيئاً يخرجه من هذا المكان الموحش
فرأى وجهاً قبيحاً ينظر إليه ويضحك ضحك استهزاء
ويخاطبه بلغةٍ فذةٍ وألفاظٍ قبيحة ويقول له لن تجد نهاية
الطريق إلا بصحبتى لأنى صديقك هل نسيت
صداقتنا نحن أصدقاء مقربين ….
نظر للجهة الأُخرى فرأى وجهٌ آخر يقول له نعم
وأنا بالمثل نحن أحبائك وأهلك وسنجد الطريق
لك نحن أصدقاء منذ زمنٍ بعيد لم تريد تركنا
والهروب منا ينظر لهم والتعب يكاد ينهى حياته
وهم يضحكون ويضحكون بأصواتٍ عاليه تهز
المكان كله ويقولون بثقة كبيرة نحن من سيخفف
عنك التعب لا تتركنا وتهرب ستخسر الكثير الكثير
من غيرنا ويكررون نحن أصدقائك أحبابك المقربون
نحن كل ما تملك فى حياتك ..
كان هناك شيءٌ فى نفسه يعدم ثقته فى هؤلاء
الوجوه ولا يؤمن بكلامهم ولا يفرح لضحكاتهم
وكان صوتٌ آخر يقول له نعم هم أصدقائك أحبابك
أهلك ثق فيهم أراد أن يقتل هذا الصوت فترك المكان
وبدأ يسرع فى مشيته ليهرب منهم ومازال صوت
ضحكاتهم وهمساتهم القاتلة تهز مشاعره وهم يكررون
لن تهرب منا لن تقدر على الهرب …
فجأة شعر بشىٍ يسرى فى جسده كله ويخرج منه
صوتاً لم يسمعه من قبل صوتاً من داخله يقول
يالله يالله
وفجأة رأى نوراً خافتاً من بعيد أرجع له الأمل
مشى نحو هذا النور بسرعة شديدة عله يجد أملاً
فى النجاة من هذا الوحش الكاسر وصل إلى هذا النور
فوجد فتحةً صغيرة جداً لا يكاد يرى شيئاً منها
والغريب أن هذه الفتحة كانت زيل الوحش وفتحت
له برحمةٍ من الله فخرج من هذه الفتحة بعد عناءٍ
شديد وتعبٍ وإرهاق وخلال هذه النجاة من هذه الفتحة
الصغيرة صحى من نومه مفزوعاً يتصبب عرقاً فقال
لأولِ مرةٍ فى حياته كلمة يالله يالله يالله
وخيم الصمت عليه لدقائق وهو يفكر فى هذا الحلم
المفزع ويقول يالله كأنى كنت فى حقيقةٍ وليس فى
حلم كأننى كنتُ فى علم ورأيت كل شىءٍ أمامى
الحمد لله الذى أنجانى من هذا الوحش الكاسر
فكر كثيراً فى حلمه وبدأ فى تفسيره فرأى أن
تفسير الحلم هو حياته الفارغة التى يعيشها كان
غنياً ولديه مالٌ لا يعد ولا يحصى ولكنه لم يعرف
كيف يتعامل مع هذا المال الكثير إلا بالسهر
والخمر ولعب الورق
فصمم على التوبة من هذه الأفعال المشينة وتاب
توبةً صادقة وبدأ يمشى فى طريقٍ آخر غير
طريقه الأول
سبحان الله تعليق بسيط
كان حلماً نعم ولكن كان نابعاً من وراء حقيقة

أراد أن ينجو منها ولم يقدر
نعم كان غنياً كثير المال ولكنه لم يحسن
التصرف فى ماله
لعب الورق شرب الخمر صادق أشخاصاً شريرين
ولكنه كان يريد الهرب ويريد شيئاً يساعده
ويظن أنه لن يقدر على الهرب فنام وهو يفكر
فى حياته فحلم هذا الحلم المفزع الذى كانت نهايته
نجاته من هؤلاء الأشخاص والكأس والورق الذى
تمثل له فى الحلم المفزع على أنهم وحوش
ووجوهٌ بشعة كلها كانت الكأس والورق وأصدقاء السوء
قاتلة وبالفعل هى قاتلة مدمرة لا تريد لأى
إنسانٍ الخير
ولكن من لديه الإرادة سيقدر ومن يقول يالله ينجو
منها ولو بعد عناءٍ شديد
الإرادة القوية والعزيمة الجبارة واللجوء إلى الله
هى طريق النجاة