قال الله تعالى :” كلُ نفسٍ ذائقةُ الموت”
وقال صلى الله عليه وسلم
“مالى وللدنيا ما أنا فى الدنيا إلا كعابر سبيل استظل تحت شجرة ثم راح وتركها “
الموت هو المسوى العظيم بين الناس
نعم الموت لا أحد منا يجهل ما هو الموت وأن مصيرنا فى النهاية هو الموت .
المسوى العظيم كلمة ذات معنى عظيم فالموت يسوى بين الفقير والغنى والعظيم والذليل
والعالم والجاهل والسعيد والشقى
والصالح والطالح والمتكبر والمتواضع
هناك أناس يظنون بما يملكون من أموال أنهم أعظم خلق الله على وجه الأرض وينظرون للفقراء بأنهم أحقر المخلوقات ولا يجب التعامل معهم بل النظر إليهم لأنهم ليسوا من نفس المستوى العظيم الذى يعيشون فيه
أولئك أصحاب الأموال نسو أن هناك شىء عظيم لابد وأنه سيسوى بينهم وبين هؤلاء الفقراء
وهناك ممن يملكون الشهادات الكبيرة يظنون أنهم ملكوا الدنيا ولهم الحق فى إنتقاد من هم أقل منهم شأناً
ويستهين بالجاهل وينسى أن هذا الجاهل ممكن أن يكون عند ربه أفضل من ألف عالمٍ مثله .
وكلٌ حسب رؤيته للحياة لا يفكر إلا فى نفسه وكيف يسعدها بعيداً عن أى تفكير سواء بالغير أو بالموت
فهو نفسى نفسى .ويأتى الموت ويسوى بالجميع ويجعلهم بنفس المنزلة لا أحد منهم يملك مالاً يتكبر به على الغير ولا سعادة يتباهى بها عن من هم محرومون منها ولا قصراً ولا بيتاً كما كان يملك فى الحياة الدنيا .
وكما قال طرفة بن العبد ….
أرى قبر نحَامٍ بخيلٍ بماله *** كقبر غوىٍ فى البطالة مفسد
ترى جُثوتين من ترابٍ عليهما *** صفائح صمٌ من صفيحٍ منضَد
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفى *** عقيلةَ مالِ الفاحشِ المتشدد !
ويقول أبو العلاء المعرى ….
رُب لحدٍ قد صار لحداً مراراً *** ضاحكٍ من تزاحم الأضداد
ودفينٍ على بقايا دفينٍ *** فى طويل الأزمان والآباد
وقول أحمد شوقى ..
هل ترى كالتراب أحسن عدلاً *** وقياماً على حقوق العباد
نزل الأقوياءَ فيه على الضعفى *** ومل الملوك بالزهاد
ونجد هنا أن الجبناء هم من يخافون الموت وكثيراً يموتون كما قيل
“كثيراً ما يموت الجبناء “
لا يعلم أن الخوف لن ينجيه من الموت بل سيذوقه وخوفه سيذيقه الموت طوال حياته لأن الجبناء يموتون عدة مرات قبل أن يدركهم الموت
ونرى أن الجبناء أكثرهم ممن يملكون الأموال ويظنون أنهم عظماء وأغنياء ويختالوا بأموالهم وحياتهم فيخافون من الموت ويبدأون بالحذر ويحذرون ويحذرون ويظنون أنهم بحذرهم نجوا من الموت
وهنا يقول أبى الطيب المتنبى والضمير طبعاً عائدٌ إلى الموت
وقد يترك النفس التى لا تهابهُ *** ويخترم النفس التى تهيبُ
وقول أحمد شوقى
وما فى الشجاعة حتف الشجاع *** ولا مَدَ عمر الجبان الجبن
ولكن إذا حان حين الفتى *** قضى ويعيشُ إذا لم يحن
وقوله أيضاً ..
لا أرى الأيام إلا معركاً *** وأرى الصنديد فيه من صبر
رُبَ واهى الجأش فيه قصفٌ *** مات بالجبن وأودى بالحذر !
فالموت محتمٌ على كل مخلوق
وقال الشاعر كعب بن زهير
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته*** يوما على آله حدباء محمــــول
ومن هنا يتوجب على المرء تذكر ساعة الموت التي هو منها على ميعاد …
متى وأين وكيف …؟
كل ذلك لا يعلمه إلا خالق الموت والحياة ذو الجلال والإكرام
لا بد لنا وأن نتفكر فى الموت وننسى تلك الحياة التى فيها التكبر والخيلاء
واسعادة والشقاء
أذكروا الموت دوماً ولا تنسوه حتى تعيشوا نهاية سعيدة Death Is the grand leveller Cowards die often Cowards die many times before their deaths
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق