مال البخيل يا كله العيار ،،،
 

يقول الحق سبحانه وتعالى:

” الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً “
(النساء 37)

طبعاً كلنا نعرف البخل والبخلاء ونسمع عنهم ونتعجب لأمرهم ولكن هناك شىء آخر
وهو الشح وهناك فرق ما بين البخل والشح فالبخيل عندما يريد أن يعطى شيئاً يعطيه بمشقة
وتعب شديد والشح أعلى درجة أو درجات من البخل فالشحيح لا يرغب فى العطاء
حتى ولو لذات نفسه
فإذا كان البخيل يبخل على نفسه فكيف يجود على غيره؟؟ كان شاعر يذم شخصاً اسمه عيسى وهو بخيل حتى على نفسه فيما لا يضره بذله
ولا ينفع منعه فيقول شاعرنا يقتر عيسى على نفسه …. وليس بباق ولا خالد
فلو يستطيع لتقتيره …. لتنفس من منخر واحد الله أكبر ألهذه الدرجة وصل الحد بالبخيل أن يضن على نفسه فلا يتنفس
بفتحتى أنفه وهناك شاعر آخر يصور لنا صورة تمنع عن البخيل
الأريحية والكرم فيقول… لو أن بيتك يا ابن عم محمد …. إبر يضيق بها فضاء المنزل
وأتاك يوسف يستعيرك إبرة …. ليخيط قد قميصه لم تفعل إن بخل هذا وصل حتى بإبرة واحدة لو طلبها نبى الله يوسف عليه السلام قال الله تعالى
(( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر
لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة
ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير (180) ))
سورة آل عمران هناك أشخاص يظنون أن ببخلهم على أنفسهم ممكن لهم أن يملكوا مالاً كثيراً
ينفعهم فى المستقبل ولكن للأسف يكتشفون وبعد فوات الأوان أنهم مخطئون
إن الله تعالى يحب أن يرى نعمته على عباده هناك قصص كثيرة نسمع بها عن البخلاء كل يوم فهذا يبخل على نفسه
وعلى زوجته وعلى أولاده ليكنز المال والذهب والفضة بغير منفعة هل
برأيكم سيأخذ شيء مما اكتنزه على قبره لا والله لن يأخذ ولو حتى قطعة
واحدة لن يهنأ بالمال لا فى الدنيا ولا فى الآخرة يكنز ويكنز
ولا حول ولا قوة إلا بالله قال تعالى :
” وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34)
يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ
هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35) ” سورة التوبة .

الله أكبر نحمد الله أنه لم يجعل فينا هذه الصفة الباطلة
إن البخيل يحب أن يرى كل الناس مثله بخلاء ولا يحب أن يرى أحداً جواداً أو يعطى أمامه
أحد ولو شيئاً يسيراً يؤلمه عطاء الكريم ويطلب منه عدم الإنفاق فى سبيل الله
ولماذا لأنه يؤلمه الكرم ويحب أن يرى الجميع مثله بخلاء وهو فى قرارة نفسه يعلم
أن الكرم أفضل من البخل إن البخل ليس فى المال فقط بل أحياناً نرى أشخاص يعطيهم الله موهبة فيبخل فى إظهارها للناس
ويدفنها داخله حتى لا يراها أحد ويتعلمها منه
ومن يبخل بعلمه على من لايعلم فهو بخيل فالبخل متفرع بأشكال كثيرة
عافانا الله منها
هناك من يملك طاقة من الحلم ويبخل بها ولا يبذلها على السفيه ولكن هذا خطأ كبير فيجب
على من يملك الحلم ألا يبخل به على السفيه ويعطيه مما أعطاه الله لذلك فالمؤمن موصوف ببسط الكف وأنه يسعد للعطاء
وهو يعلم أن كل شىء خلقه الله من أجل خدمة الناس ويعلم أن لا يجب أن يعوقه
شىء عن هذه الخدمة
يبخل الشخص على نفسه ويكنز ما أتاه الله من مال ويحرم نفسه منه
وينسى أن هناك يوماً يصير هذا المال لأولاده وورثته وقد ينفقونه فى غير ماكان يجب ولا أحد
بقادر على أن يخدع خالقه أبداً
فهو هذا البخيل قد يسر السبيل لغيره فقد حرم نفسه وادخر فلمن ادخر لبشر آخرين وما دام الإدخار
لأناس آخرين فهذا يعنى أن رزق البخيل ضيق والذين سيأخذونه رزقهم واسع والبخيل حين
يمنع المال عن الغير فهو يدبر المال للمنفق فى أن ينفقه …
تيسير طرق للكرماء وهنا لكم قصة فيها من الطرفة شيئاً ما عن البخل
فهذا صاحبنا الذى أقضى حياته فى جمع المال ويبخل على أهله ونفسه وأولاده
بما يملك من المال ويقوم بتخبئة المال فى مكان ما مضحك قليلاً فى المنزل حتى لا يعلم به
أحد تحت بلاطة لا يرفعها أحد وجمع وجمع وما زال يجمع المال وفى يوم وبعد أن كان
يعلم أن المال أصبح مبلغاً كبيراً أراد إخراجه وذهب المسكين ولم يكن يعلم أن زوجته كانت
تقوم يومياً بصب الماء فى هذا المان وتنظيفه يومياً وهنا كان يتسرب معظم الماء تحت هذه البلاطة
بحكم أنها ليست ملصقة مثل غيرها وكان الماء يتربع فوق عرش النقود الورقية المخبأة هناك
حتى أصبح صديقاً هو والعفن لها
وذهب المسكين ورفع البلاطة وشاهد ما شاهد ولم ينتفع ولو بورقة واحدة وقام برمى هذا
المبلغ الذى قضى معظم حياته فى جمعه فى سلة المهملات قصة برغم الطرفة التى
فيها ولكنها محزنة شيئاً ما قصة سمعتها وهى تحدث يومياً وهناك سيدة ظلت تكنز كل ما لديها من مال وذهب طوال حياتها وتبخل على نفسها حتى
بقطعة قماش وكل مالديها تكنزه فى جرة فخار وتخبأه فى الأرض وجاء موعد لقاء الله
وما كان لديها إلا كشف ما خبأته لأولادها وزوجاتهم بخلت على نفسها بالقليل
وفى النهاية ذهب لغيرها الله أكبر
هناك قصص كثيرة ولكن من منا يفكر ويأخذ العبرة من مثل هذه القصص أتمنى من الله أن يعجبكم موضوعى
وأتمنى أن أكون قد وفقت فيما أردت كتابته لكم
وما توفيقى إلا بالله رب العالمين
كل التحايا